الجامعة التونسية لكرة القدم تتعاقد مع المدرب انيس بوجلبان

في خطوة لافتة تعكس توجّهها نحو ضخّ دماء جديدة في الإطار الفني للمنتخبات الوطنية، أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم عن تعيين الإطار الوطني أنيس بوجلبان مدربًا جديدًا للمنتخب الوطني التونسي لأقل من 23 سنة، في مرحلة مفصلية تستعد فيها هذه الفئة السنية لاستحقاقات قارية ودولية هامة، على رأسها تصفيات كأس أمم إفريقيا المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية.

اختيار مدروس ورهان على الكفاءة الوطنية

ويأتي تعيين أنيس بوجلبان في سياق سعي الجامعة إلى تعزيز حضور الكفاءات التونسية في قيادة المنتخبات الوطنية، إيمانًا منها بقدرة الإطار المحلي على فهم خصوصيات اللاعب التونسي ومتطلبات المنافسة الإفريقية. وقد حظي هذا القرار بترحيب واسع من المتابعين للشأن الكروي، خاصة أن بوجلبان يُعد من الأسماء التي راكمت تجربة معتبرة سواء كلاعب دولي سابق أو كمدرب في السنوات الأخيرة.

مسيرة حافلة كلاعب دولي

ويملك أنيس بوجلبان سجلًا ثريًا كلاعب، حيث حمل قميص المنتخب الوطني الأول في عدة مناسبات وكان من العناصر التي ساهمت في إشعاع الكرة التونسية قارياً ودولياً. كما خاض تجارب احترافية ناجحة خارج تونس، ما أكسبه خبرة كبيرة في التعامل مع مختلف المدارس الكروية، وهو ما يُنتظر أن ينعكس إيجابًا على عمله مع منتخب أقل من 23 سنة.

تجربة تدريبية في تصاعد

على المستوى التدريبي، بصم بوجلبان على مسار متدرّج، حيث اشتغل مع عدد من الأندية التونسية وراكم تجربة ميدانية مهمة، أظهر خلالها قدرة على العمل مع اللاعبين الشبان وتطوير إمكانياتهم الفنية والذهنية. ويُعرف عنه اعتماده على الانضباط التكتيكي، إلى جانب تشجيع اللعب الجماعي وبناء الهجمات بطريقة منظمة، وهو أسلوب يتماشى مع متطلبات كرة القدم الحديثة.

مهام دقيقة وتحديات كبيرة

وسيكون المدرب الجديد أمام تحديات جسيمة، أبرزها إعداد منتخب تنافسي قادر على تشريف الراية الوطنية في الاستحقاقات القادمة، مع التركيز على حسن اختيار العناصر القادرة على التأقلم مع نسق المباريات القوية. كما يُنتظر منه لعب دور محوري في مرافقة اللاعبين الشبان في مرحلة انتقالية حساسة بين الفئات السنية والمنتخب الأول، بما يضمن استمرارية العطاء وتجديد دماء “نسور قرطاج”.

رؤية فنية واضحة واستراتيجية طويلة المدى

وأكدت مصادر قريبة من الجامعة أن تعيين بوجلبان يندرج ضمن رؤية فنية طويلة المدى، تهدف إلى توحيد أسلوب العمل بين مختلف المنتخبات الوطنية، مع إيلاء أهمية قصوى للتكوين والمتابعة الدقيقة للاعبين. كما سيتم توفير كل الظروف الملائمة للإطار الفني الجديد، سواء على مستوى التحضيرات أو البرمجة، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.

آمال جماهيرية وانتظارات مشروعة

ويعلّق الشارع الرياضي التونسي آمالًا كبيرة على هذه الخطوة، معتبرًا أن منتخب أقل من 23 سنة يمثل خزّانًا حقيقيًا للمواهب وقاعدة أساسية لبناء منتخب أول قوي في المستقبل. وتبقى الأنظار موجّهة إلى أولى اختيارات أنيس بوجلبان وإلى بصمته الفنية التي سيسعى إلى تركها منذ المباريات الأولى.

بداية مرحلة جديدة

في المحصلة، يشكّل تعيين أنيس بوجلبان على رأس المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة بداية مرحلة جديدة عنوانها الثقة في الإطار الوطني والعمل القاعدي المنظم. مرحلة يُنتظر أن تكون حافلة بالعمل والاجتهاد، على أمل أن تثمر نتائج إيجابية تعيد لهذا المنتخب بريقه وتفتح آفاقًا واعدة لكرة القدم التونسية في السنوات القادمة.

بقلم: بشير ذياب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى